لا

اذا تطرقنا الى معيشة سكان مدينة تيارت في السبعينات و قبل ذلك فلبد ان نذكر حسن الجيوار و التأخي بين سكانها .يتفق كل التيارتيين على انها كانت أسرة واحدة بعيدة عن كل الانتماء العرشية و يقول الاخرين انه مجرد حنين لوقت مضى. يمكن القول ان في تلك الفترة كان الاطفال تحت رعاية كل المجتمع من الجيران، الى حارس العمارة و المعلم طبعا، و ويؤكدون باجماع أن المجتمع تغير تماما. ان الترابط الاجتماعي و التضامن بين السكان هو ارث تطور فيه المجتمع خلال حرب التحرير و قبلها. كان الشعب فقيرا و لم يكون له مصالح يتضارب من اجلها. كانت العائلات تتجمع في نهاية الاسبوع في اماكن استراحة و استجمام حيث يلعب الاولاد و البنات في الايام المشمسة (بسيدي امحمد، العابدية او في غابة البلاطو) و كان للشباب امكانية التنقل الى غابة الصنوبر أو رؤية مبارة كرة قدم. كانت الكشافة تلعب دورا مهما، تؤطر الشباب. المهم ذكره لم تكون عداوة بين الناس و التصالح بعد الغضب بدون كراهية. ماذا جرى بعد ذلك ؟ كيف وصل حتى يقتل الانسان ببرودة دم ؟ لم يكون يعرفها مجتمعنا من قبل

كانت المنطقة تقدم فرص عمل للجميع من تواجد المؤسسات المختلفة المطاحن ، الصحة، التعليم، البريد... وفتخ المؤسسات الاقتصادية للنسيج او السباكة كل هذا كان له مسؤولين و مؤطرين و كان الحزب الواحد يستحود على الامور و كما يعلم الكل في السبعينات عمت ريح الحريات الفردية و تبلورت الافكار السياسية و كانت حينئذ منظمات للعمال و الشبيبة و النساء و جمعييات. كان عراك على افكار مختلفة و ناقشات سياسية حادة تجري في الحياة اليومية ،إنها حقبة جديدة.

 تواجه الأفكار (الثورية ، المحافظة أو التقدمية...) في هذا المجال حيث تضاعفت المسائل السياسية ولا سيما خلال الانتخابات، في المصانع أو حول الدستور.... وهذا جعل من ظهور قوى جديدة وأشكال جديدة في التعامل ( الاجتماعات العامة ، الإضرابات ...). على الرغم من القمع والإقصاء السياسي الذي قام به الحزب على جميع المنظمات والتخويف والتهديد من قبل الأجهزة الأمنية ، والإدارة. و بدأ المجتمع في إدراك أهمية هذه الصراعات وتدعيمها .بدلا من المضي قدما ، وبناء دولة حديثة والتطور الاجتماعي للمواطن الجزائري. فتم اختيار مسلك هوى بالمجتمع الى التفريقة من اعراش و خطابات سياسية تحرض على الكراهية و النكران. بدأت البوادر الأولى تظهر و اصبحت المساجد أماكن للدعاية السياسية الظلامية ، و تدهور الوضع الاقتصادي و بدأت الحالة تزداد انجرافا حتى  جاء اكتوبر 88 و اتفجرت الاوضاع و تم التخلص من كل التنظيمات الشعبيةـ و ظهر التعصب والعنف الى ان يصل الى ما نحن عليه اليوم.                  

 

ع.ع تيارت                 

 

Retour à l'accueil